يتميز محمدي السعيد، المدعو سي ناصر، بوجه إنساني غير معروف عنه، وبسلوكيات خاصة جدا حيال ابناء الشهداء، من الذين شملهم بعطف هادر..
أحييت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد بمقر هذا الأخير اليوم 29 سبتمبر 2021 ذكرى المجاهد الفقيد العقيد محمدي السعيد، المدعو سي ناصر.
وصف متدخلون الفقيد بـ”الشخصية التاريخية التي تملك استيراتيجية حرب وفلسفة في كيفية إدارة الصراع مع العدو الفرنسي سياسيا، عسكريا ودبلوماسيا”، ودعوا إلى إبراز البعد الإنساني لهذا الرجل وسلوكه مع أبناء الشهداء وتبليغ رسالته إلى الأجيال الصاعدة.
يؤكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثل الوزارة عبد الحفيظ خلاف، أن تكريم المجاهد الفقيد محمدي السعيد الذي عين أول وزير للمجاهدين بعد الإستقلال “من أنبل الواجبات وهي تثمين لنضال الراحل وجهوده في خدمة الوطن بعد الإستقلال ، وأن تكريمه هو تكريم لقوافل الشهداء والمناضلين المخلصين إبان الثورة التحريرية”.
ويضيف وزير المجاهدين: “نعلق أمالا على أجيال المؤرخين الوطنيين الموضوعيين لترسيخ الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية”.
من جهته، دعا المدير العام للمتحف الوطني للمجاهد مراد وزناجي إلى التعاون والتنسيق خدمة لتاريخ أمتنا وحفاظا على ذاكراتنا.
فلسفة إدارة الصراع..
واستعرض الدكتور زيدان قاسمي، من جامعة البويرة، المسيرة النضالية للفقيد بالقول إن “هذه الشخصية التاريخية جديرة بالدراسة، وما أحوجنا لإستلهام الكثير من الدروس والعبر منها، ويؤكد أن سي ناصر حافظ على شخصيته المتزنة منذ إنضمامه إلى الحركة الوطنية إلى غاية وفاته في 6 ديسمبر 1994”.
ويوضح الدكتور زيدان أن “المرحوم ولد بتاريخ 27 ديسمبر 1912 بقرية أتفراح بالأربعاء ناث إيراثن، هذه المنطقة انجبت خيرة أبناء الأمة. وقد عاصر شخصيات في المنطقة”.
ويؤكد أن لمحمدي السعيد “استيراتيجية حرب ذات خبرة واسعة بوضعه خطة شجاعة جدا، وهي الجوسسة المضادة، لإحباط عملية العصفور الأزرق سنة 1955 بعد أن حاولت الإدارة الإستعمارية إختراق الثورة بالولاية التاريخية الثالثة”.
وقاد محمدي معاركا ثم انتقل إلى مركز القيادة الشرقية الذي أنشأته الثورة سنة 1958، وساهم كثيرا في التدريب والتحكم في تمرير السلاح.
ويضيف الأستاذ الجامعي أن الفقيد عين مرتين وزيرا بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
مراسلات محمدي السعيد
ويكشف الباحث أن كل مراسلات محمدي السعيد تحمل التوجيه وحث الجنود على الإنضباط داخل المجتمع والجيش، ويشدد على وحدة الصفوف والقيادة والتنسيق بين الولايات.
ويبرز المتحدث أنه من ملامح شخصية محمدي السعيد هو الحث على ثوابت الأمة والمحافظة على الإسلام والصلوات الخمس قبل وأثناء وبعد الثورة.
وقال الباحث ان محمدي كان “يحذر من الفوضى التي قد تؤسس لما هو أخطر فيما بعد”، و”حظي ببصيرة واستشراف المستقبل”.
ويشير زيدان إلى أن الخطاب الأخير لسي ناصر سنة 1967 مؤثر جدا يظهر شخصيته الثابتة والداعية إلى الوحدة الوطنية.
ويذكر صديق محمدي، وهو شريف أوبترون، أن الفقيد إهتم كثيرا بأبناء وأرامل الشهداء وكان سلوكه إنسانيا معهم و”توجهاته كانت فكرا وممارسة وكان يؤمن بالجزائر الموحدة”.
للإشارة، كرمت عائلة الفقيد في هذه المناسبة.