تحل الذكرى العاشرة لوفاة أحمد بوشعيب المدعو ( سي أحمد ) عضو مجموعة الـ22 التاريخية، اليوم.
الراحل من بين منفذي عملية بريد وهران في 05 أفريل 1949.
ولد الفقيد بتاريخ الـ 13 جويلية 1918 بعين تموشنت في أسرة متوسطة الحال. زاول دراسته بمدينة عين تموشنت إلى غاية 1930 أين تحصل على شهادة التعليم الإبتدائي.
اشتغل مساعدًا لوالده في الجزارة إلى غاية 1933، تحصل على وظيفة ساعي بريد مستخلف، وكان لاعبا في صفوف الفريق الإسلامي لكرة القدم بعين تموشنت وقد ساهم في تأسيسه.
ونظرا للنشاط السياسي الوطني الذي عجّت به الجزائر عموما، فقد نالت مدينة عين تموشنت حظاً منه خاصة بعد احتفالية فرنسا بمئوية احتلالها للجزائر ، وهذا ما جعل سي أحمد ينتبه له، خصوصا اطلاعه على جريدة “الأمة” التي يُصدرها حزب الشعب الجزائري.
عملية بريد وهران
في سنة 1937 انخرط أحمد بوشعيب في خلايا حزب الشعب الجزائري بالمدينة، واستدعي للخدمة العسكرية الإجبارية بعد ذلك.
شارك في الحرب العالمية الثانية واحتك بجنود المستعمرات الأخرى، ما زاده وعيا وشعورا بالقضية الوطنية الجزائرية .
في 27 ماي 1940 وقع أسيرا لدى القوات الألمانية، وبعد ثلاث أشهر فرّ من الأسر ووصل الأراضي الفرنسية التابعة لحكومة فيشي ثم دخل الجزائر.
أكمل خدمته العسكرية الإجبارية بثكنة مغنية بداية 1942 ومنها عاد إلى عين تموشنت، لكن أُعيد تجنيده إجباريا في نوفمبر 1942 في إطار التعبئة العامة وزُجّ به مثل كثير من الجزائريين في الجبهات القتالية بأوروبا .
في 1944 أصيبت ساقه إصابة بليغة مكث بسببها ثلاثة شهور ثم أُعيد إلى القوات المحاربة إلى غاية 1945 حيث سُرح من الجيش ليعود إلى عين تموشنت مسقط رأسه .
كان لمجازر الثامن ماي 1945 أثر بليغ في نفسه، اقتنع أن العمل المسلح هو الكفيل بإحقاق الحق للجزائريين ولهذا انضم ”سي أحمد “إلى المنظمة الخاصة و كان من منفذي عملية بريد وهران في 05 أفريل 1949 .
وإثر هذه العملية وبعد اكتشاف أسماء المنفذين لها، ظل “سي أحمد” رفقة سويداني بوجمعة يعملان في حقول المعمرين، بأسماء مستعارة إلى غاية وصول دعوة للمشاركة في اجتماع الـ 22 التاريخي.
وعُين في مجموعة البليدة التي أسندت لها مهمة الهجوم ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 على ثكنة البليدة.
بعدها انتقل إلى منطقة الشبلي، وقام رفقة عناصره بعدة هجمات عسكرية ضد المصالح الفرنسية إلى غاية 1955 اين ألقي عليه القبض وتعرض للتعذيب والإستنطاق.
لكنه لم يبح بأي شيء وحكم عليه بعشرين سنة سجنا ولم يفرج عنه إلا بعد الإستقلال ، تقلد مناصب عديدة في الدولة الجزائرية الى غاية وفاته يوم 22 جانفي 2012.