أكد متدخلون في ملتقى وطني حول مسيرة الشهيد العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة المعروف بـ “سي الحواس”، ببسكرة أن شخصية الشهيد وحنكته السياسية والعسكرية ساهمتا في لم شمل القوى الوطنية الفاعلة.
أكد الدكتور لخميسي فريح من جامعة محمد خيضر ببسكرة أن الشهيد “سي الحواس” وهو أبرز قادة الثورة، خاض كفاحا مريرا كقائد منطقة بالولاية التاريخية الأولى (الأوراس) ثم قائدا للولاية السادسة بالصحراء إلى غاية استشهاده في 29 مارس 1959.
وأضاف الدكتور أن الشهيد “عُرف بحنكة سياسية وعسكرية استطاعت أن تذيب كل الفروقات بين المناضلين، وتواصل مع جميع من قابلهم خلال مسيرته، وأقنعهم بضرورة توحيد الصفوف لمحاربة القوى الإستعمارية”.
وأشار الباحث إلى أن، تلك الشخصية الثورية التي تميزت بالدهاء رغم محدودية تعليمها تمكنت من استقطاب كل الأطياف، من مواطنين عاديين ومثقفين وشيوخ زوايا وقادة سياسيين.
واستطاع في جولاته بفرنسا قبيل اندلاع الثورة التحريرية المظفرة التواصل مع المهاجرين وحثهم على النضال، وزار شيوخ الزوايا داخل الوطن وحصل على تأييدهم.
وأكد أن الشهيد الذي كانت له علاقات متينة مع قادة الثورة عمل عبر زيارته لتونس على توضيح الرؤى، من أجل دعم الثورة وكان في حركة وتنسيق دائمين أينما كانت مصلحة الثورة.
من جهته، أبرز البروفيسور علي تابليت في مداخلة بعنوان “دور سي الحواس في تعليمي ” أن الجزائر كانت دائما محور حديث سي الحواس مع الجميع من قادة و مرؤوسين، حيث كان يردد عبارة “الجزائر تحتاجكم” في إشارة إلى أن كل وطني مطالب بأداء دوره في تحرير الجزائر وبنائها.
وأبرز الدكتور بن جلول هزرشي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عاشور زيان بالجلفة، في مداخلته، أن العقيد سي الحواس استطاع بحنكته العسكرية قيادة المعارك وكسب احترام وتقدير المجاهدين في الأوراس والصحراء.
كان منضبطا ومرنا مع جنوده ومثل بالنسبة لهم نموذجا يحتذى به، وأشار إلى أنه كان يعمل على صهر مكونات جيش التحرير الوطني، بإنهاء القبلية والعرقية لينتج عنها جزائري مشبع بقيم الوحدة والتضحية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الوطني الذي نظمته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة بسكرة، بمشاركة المتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني، دام يوما واحد وتميز بحضور أفراد من أسرة الشهيد، من بينهم نجله الدكتور شعبان حمودة، وابنتيه أمنة ولويزة، إلى جانب عدد من مجاهدي الولايتين الأولى والسادسة التاريخيتين.