استذكرت طالبات سابقات، اليوم الأربعاء، بوهران ظروف التحاقهن بالثورة التحريرية استجابة لنداء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين يوم 19 ماي 1956.
استعادت المجاهدة خديجة بريكسي، ذكريات مشاركتها رفقة عدد من زملائها الذكور و الإناث في إضراب الطلبة في 1956، وذلك في ندوة تاريخية بمتحف المجاهد بوهران، نظمتها مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق للولاية بالتنسيق مع مخبر تاريخ الجزائر بكلية العلوم الإنسانية و العلوم الإسلامية بجامعة وهران1 أحمد بن بلة، بمناسبة اليوم الوطني للطالب.
تروي خديجة بريكسي، أنها تلقت رفقة 14 طالبا و طالبة ، دعوة من جبهة التحرير الوطني للمشاركة في الإضراب، الذي دعا إليها الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين و استجابوا لذلك النداء و التحقوا بعدها بخلايا جبهة التحرير الوطني، حيث كلفوا في البداية بجمع التبرعات و التمريض إلا أنهم طالبوا بالانخراط المباشر في العمل المسلح و هو ما وافقت عليه جبهة التحرير الوطني.
وأضافت المجاهدة أنه بعد تكوين عسكري و سياسي ببيت المجاهد عمر غرب، بمدينة وجدة، كانت تقيم رفقة عائلتها، بإشراف هواري بومدين و عبد الحفيظ بوصوف، وجهت للعمل بالمنطقة الثامنة بالولاية الخامسة التاريخية بقيادة العقيد لطفي، و الدكتور دامرجي و تنقلت بمناطق عديدة، منها بشار و البيض و أفلو و الجلفة إلى غاية الاستقلال.
ومن جهتها ذكرت المجاهدة فتيحة الزموشي، ابنة القيادي بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ السعيد الزموشي، أنه بعد تلقيها أمرا من أحد قادة جبهة التحرير بوهران، اتفقت مع طالبات جزائريات كن يدرسن معها بالثانوية، التي تحمل اسم العقيد لطفي حاليا بمدينة وهران، على المشاركة في الإضراب و هو ما قامت به رفقة زميلتها نعيمة مقنونيف.
وأضافت أنه، بعد رفض السلطات الاستعمارية عودتهن إلى الدراسة، بعد نهاية الإضراب التحقت المجاهدة فتيحة زموشي، بالعمل المسلح رفقة عدد من المجاهدات مثل الشهيدة زبيدة سوفي، وحسنية بلعيد، و كن يقمن بالتمريض لفائدة جنود جيش التحرير الوطني و سكان الأرياف الجزائرية.
وأشار أستاذ التاريخ بجامعة وهران 1 محمد بلحاج، من جهته إلى أن إضراب الطلبة بوهران في 19 ماي 1956 تميز بمشاركة طلبة الثانويات و المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و حزب الشعب في ظل عدم وجود جامعة بوهران آنذاك و وجود الطلبة الجامعيين من أبناء المدينة على قلتهم بجامعة الجزائر.
من جهته أشار الدكتور عبد القادر يخلف حاج ، من قسم التاريخ و الآثار بجامعة وهران 1، إلى الدور الكبير للطلبة، الذين التحقوا بثورة التحرير بعد إضراب 19 ماي 1956 و الذين تجاوز عددهم 600 طالب بالولايات التاريخية مجتمعة في تدعيم العمل العسكري و السياسي و الدبلوماسي، و تبوأ بعضهم مواقع هامة في قيادة الثورة مثل الدكتور يوسف الخطيب، لمين دباغين، أحمد فرانسيس، عيسى مسعودي، محمد خميستي و عثمان سعدي.