نظم المتحف الوطني للمجاهد، اليوم الاثنين، ندوة تاريخية لإستذكار المسار النضالي والسياسي للمجاهد الراحل بن يوسف بن خدة، بمناسبة إحياء الذكرى الـ21 لرحيله.
أكد الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ، سيد أحمد بن نعماني، أن المجاهد الراحل بن يوسف بن خدة، يعد من قامات الجزائر وهو شخصية مخضرمة استطاعت أن تحمل على عاتقها مسؤوليات كبيرة إبان الثورة التحريرية.
وذكر المحاضر، أن الفقيد، الذي ولد بالبرواقية بولاية المدية في 23 فيفري 1920، وسط عائلة محافظة كان حافظا لكتاب الله، دخل المدرسة الفرنسية ليتحصل في نهاية دراسته الجامعية على شهادة الدكتوراه في الصيدلة.إلتقى هناك بعبان رمضان وسعد دحلب، الدكتور لمين دباغين، وعلي بومنجل، الذين سيصبحون رفقاءه في النضال.
انشأ صيدليته في البليدة وعمره لا يتجاوز 20سنة، وانخرط في النضال السري خلال الحرب العالمية الثانية بحزب الشعب الجزائري القي عليه القبض في 1943، بتهمة الدعاية ضد التجنيد وبعد 8 أشهر أطلق سراحه، ليجنّد إجباريا في الجيش الفرنسي. في 1946 عمل ضمن لجنة تحرير جريدة الأمة الجزائرية، ليصبح أحد قادة المنطقة الحرة (الجزائر العاصمة)”.
وأضاف الأستاذ بن نعماني، أنه في 1955 التحق بن خذة، بصديق الطفولة عبان رمضان، للتنظيم السياسي والعسكري لجبهة التحرير الوطني وشارك في تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين رفقة عيسات إيدير والطاهر قايد في 1956.
ولم يتوقف نشاطه بل كان يقوم بمهام عديدة من بينها ترؤّسه لوفد جبهة التحرير الوطني في كل من بلغراد ولندن في إطار التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية، عُيّن وزيرا للشؤون الاجتماعية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية شهر سبتمبر 1958، وفي 28 أوت 1961 عُيّن رئيسا للحكومة المؤقتة خلفا لفرحات عباس.
من جهته، أشار المجاهد والدبلوماسي السابق، محمد دباح، إلى أن المجاهد الراحل بن يوسف بن خدة، كان رجلا عظيما، وذكر بأنه كان رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، حيث استطاع أن يقودها بكل احترافية.
وأشار إلى ان بن خذة، كانت له اتصالات مع العائلات الجزائرية الغنية لتأمين المواد الغذائية وشراء الأسلحة وإرسالها إلى الجبل.
وأضاف المجاهد دباح، أن الفقيد كان له شرف الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 للشعب الجزائري.
وأشاد المجاهد عبد الله عثامنية، بالشخصية الفذة، التي كان يتمتع بها بن يوسف بن خدة، وأخلاقه العالية، وأضاف أنه اعتزل السياسة في سبتمبر 1962 للتفرغ للكتابة، حيث ألف ستة كتب تؤرخ للحركة الوطنية و ثورة التحرير.