احتضن المتحف الوطني للمجاهد بحي النصر بولاية سعيدة، ندوة تاريخية حول اضراب الثمانية أيام التاريخي، نظمتها مديرية المجاهدين، بحضور أساتذة التاريخ وطلبة.
أبرز باحثون مختصون في التاريخ، ان الاضراب شكل انطلاقة قوية للثورة التي اثمرت بعد مؤتمر الصومام وكان بمثابة مؤشر على الالتحام الشعبي للحركة التحريرية.
وتحدث المحاضرون، عن الحملة الشرسة للغطرسة الاستعمارية من بطش وتعذيب وتنكيل بأجساد الشهداء مما ترك العديد من البصمات والة جرائمها ومن اشد قساوتها التنكيل بجثثهم.
واعتبر محمد داعي، شعبة تاريخ قسم علوم إنسانية، ان المحطة التاريخية كانت بمثابة المؤشر على التحام الجزائريين بثورة التحرير، وقال:” عبرت شرائح المجتمع الجزائري وخاصة العمال عن استعدادهم لمواجهة محاولة الاستعمار التهديدية الرامية الى افشال الثورة”.
وأضاف:” كان الالتحام الشعبي دور هام وكبير في تسيير الاضراب وتلقيهم تعليمات بملازمة منازلهم، ولم يقتصر الاضراب على الجزائريين في الداخل فقط بل طال حتى العمال بفرنسا، وقد تسبب الاضراب في القبض على الاف المواطنين وقتل بعضهم بدون سبب، ومارس المظليون كل أنواع التعذيب في قلب العاصمة”.
وأشار الدكتور داعي، إلى ان الاستعمار إعتقل الكثير من المواطنين الجزائريين وقد مكن الإضراب من احداث صدى الاعلام الدولي وتعزيز دور الوفد الجزائري لدى الأمم المتحدة، بالرغم من كل محاولات المستعمر الفرنسي لكسر الاضراب واستعمال كل اشكال العنف. ودعا الأستاذ المحاضر، الجيل الصاعد إلى مواصلة السير على خطى رسالة أول نوفمبر وصون أمانة الشهداء الغالية.
من جهته، تطرق والي الولاية امومن مرموري، بالتفصيل الى أهم المحطات التاريخية التي ميزت نضال الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية، وأشار أن سر نجاح الثورة يكمن في التفاف الجزائريين حول كلمة واحدة وهي الاستقلال ومحاربة الاستعمار.
وذكر في هذا السياق، بأنه يتوجب على جيل الاستقلال الحفاظ على نعمة الأمن واشتذكار دائما تلك التضحيات والبطولات لأولئك الرجال الأبطال، الذين صنعوا مجد الجزائر.
وقال:” نحن نفتخر بأجدادنا وما قدموه خلال الاحتلال ومرحلة المقاومة والثورة التي كسب من خلالها عزة نفس فتراه على الدوام يكابر على جراحه، ويستمد في صموده امام الازمات والمحن، وكلما تخطى واحدة منها ازداد ثقة بالنفس ووعيا بالحقائق وصلابة في المواجهات والتحديات”.