أكد باحثون في أشغال يوم دراسي، نظم اليوم الثلاثاء، بالمتحف الوطني العمومي “أحمد زبانة” لوهران، على أهمية تكثيف الدراسات الأدبية والتاريخية حول فترة الإحتلال الإسباني لمدينة وهران.
أبرز متدخلون، في اليوم الدراسي، الذي نظمه مركز البحث في الانتوبولوجيا الاجتماعية و الثقافية لوهران بإشراف وحدة البحث في الترجمة و المصطلحية التابعة له و بالتنسيق مع المتحف “أحمد زبانة”،بمناسبة الذكرى الـ232 لتحرير مدينة وهران من الإحتلال الإسباني مساهمة الدراسات التاريخية في إثراء التوثيق لهذه المحطة من تاريخ الجزائر.
وفي هذا الإطار أكد الأستاذ حنيفي هلايلي، من جامعة سيدي بلعابس، خلال اليوم الدراسي الذي تناول موضوع “الاحتلال الاسباني في الجزائر من (1505 إلى 1792 ) في الكتابات الأدبية و التاريخية”، أن الدراسات التي أرخت لفترة احتلال الاسباني لمدينة وهران قليلة مما يتعين تكثيفها و البحوث حول احتلال الاسباني لمدينة وهران و تحريرها الذي كان في 27 فبراير 1792”.
و يعتبر العالم توفيق المدني، أول مؤرخ جزائري بعد استقلال الجزائر الذي كتب عن الاحتلال الاسباني لمدينة وهران و المرسى الكبير في كتابه المعنون “حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر و اسبانيا”، حسبما ذكره الأستاذ هلايلي في مداخلة بعنوان “أخبار الاحتلال الاسباني للمرسى الكبير و وهران”.
و ذكر المختص في التاريخ الحديث و المعاصر، أنه “نشرت في فترة الاستعمار الفرنسي دراسات عديدة حول الاحتلال الاسباني لمدينة وهران و المرسى الكبير في المجلة الإفريقية و الجمعية الجغرافية الأثرية لمدينة وهران”.
وأشار في هذا السياق إلى بعض الكتابات العربية التي دونت هذا الاحتلال من خلال مخطوطات لبعض العلماء منها ما حققها المؤرخ الراحل أبو القاسم سعد الله.
و من جهتها ركزت الأستاذة ليلى كواكي، من مركز البحث في الانتوبولوجيا الاجتماعية و الثقافية لوهران في مداخلتها على المصادر الأدبية، التي تعتبر وثيقة تاريخية أرخت للاحتلال الاسباني و لتحرير مدينة وهران منها كتاب “طلوع سعد السعود” من تأليف بن عودة المزاري، الذي أفاد كثيرا في تأريخ أحداث وهران و مدن أخرى إبان الاحتلال الاسباني و الفترة العثمانية.
تطرق اليوم الدراسي إلى مواضيع عديدة منها “الطلبة، الذين ساهموا في تحرير مدينة وهران من الاحتلال الاسباني” و “وهران و الجزائر في كتابات سرفنتيس”، فضلا عن عرض دراسات تناولت مدينة وهران من خلال الكتابات الاسبانية التاريخية و الأدبية .
و تندرج هذه التظاهرة العلمية في إطار مشروعي بحث يشتغلان على محور واحد يهتم بالكتابات، التي أرخت للاحتلال الاسباني لوهران و الجزائر ما بين القرنين 16 و 18 ميلادي من خلال ترجمة مقالات الأستاذ الراحل أحمد أبي عياد، و ذلك تحت إشراف وحدة البحث في الترجمة و المصطلحية التابعة للمركز (كراسك).
ونظم بمناسبة إحياء ذكرى تحرير مدينة وهران من الاحتلال الاسباني معرض للوحات الفنية للفنان التشكيلي قلوزة محمد الأمين، يبرز المعالم التاريخية و الأثرية لعاصمة غرب البلاد و كرمت سيدة قدمت هبة للمتحف “أحمد زبانة” و هي عبارة عن لباس تقليدي قديم “قفطان” لإثراء المجموعة المتحفية التي تعرض بقسم اثنوغرافيا.