استذكر مجاهدون ومؤرخون، تضحيات ابنة شرشال الشهيدة لالة زوليخة وداي،وذلك في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم، الأربعاء.
أبرز الإعلامي المخضرم والمؤرخ، قاسي جميل، من وكالة الأنباء الجزائرية، تضحيات بطلة شرشال الشهيدة لالة زوليخة وادي أو شايب زوليخة الإسم العائلي، التي كانت أول امرأة نحافظة سياسية تشرف على خلايا جبهة التحرير الوطني بالمنطقة، وأبلت البلاء الحسن في نضالها الذي لم ينقطع حتى ألقت عليها قوات الجيش الفرنسي القبض وقتلتها رفقة نائب رئيس فريق مولودية شرشال وابن عم زوجها وابن أخيه، ورمت بجثتها في مكان بعيد.
وقال الإعلامي:” الشهيدة ورثت الأفكار الوطنية من أبيها وزوجها، هذا الأخير استشهد أمام أعينها وابنها أيضا، الشهيدة قالت لإبنها بعد عودته من حرب الهند الصينية إذهب للقيام بواجبك تجاه الوطن عوض التفكير في الزواج”.
وأضاف، أن الشهيدة إلتحقت بصفوف جيش التحرير في الجبال، تاركة أولادها من أجل تحرير الجزائر وأنه يوم ألقي عليها القبض وأحضرت إلى قريتها أمام الفلاحين، نادت الجزائريين لمواصلة الكفاح وقالت لهم :” انظروا كيف الاستعمار الفرنسي بالمرأة”، وبصقت في وجه الضابط الفرنسي عندما قلل من إحترامها بالتلفظ بكلام بذئ.
وبالمناسبة قدم المحاضر، كتاب جديد أصدره الكاتب كمال بوشامة، بعنوان “بطلة شرشال الشهيدة لالة زوليخة وداي”، والذي يتحدث عن نضال المرأة في منطقة شرشال وعلى رأسهم الشهيدة زوليخة شايب.
وقدم ابن الشهيدة محمد وداي، شهادته عن والدته التي تعرضت للتعذيب بعد إلقاء القبض عليها ثم قتلت، وقال بالرغم من أنها كانت مراقبة من قبل قوات العدو إلا أنها كانت تنزل للمدينة وتعطي الأوامر للمناضلين وتمر على منزلها برؤية أولادها.
وأشار إلى أن الشهيدة قبل إلتحاقها بالجبل أحرقت كل الوثائق والصور كي لا تعثر عليها الشرطة الفرنسي، وكانت نصيحتها لشقيقته التي قضت معها أخر ليلتين بالجبل، قبل أن يلقى القبض عليها هي حث الجزائريين على مواصلة الجهاد ضد الإستعمار الفرنسي.
وأكد ابن الشهيدة أن 17 فرد من أقاربهم إلتحقوا بالجبل في 1956 واستشهدوا جميعا.
وأشار المجاهد طاهر حسين، إلى تضحيات سكان مدينة شرشال، التي وصفها بكتيبة الصبر والميدان، وقال أن شرشال لها عظماء لم تذكرهم كتب التاريخ ولم تطلق أساميهم على مؤسسة تربوية أو جامعة أو أية مؤسسة عمومية، منهم غبالوا، عبد الحق نوفي، نور الدين سعدون، وشبان فريق مولودية شرشال الذين إلتحقوا بالثورة في 1956 واستشهدوا جميها أصغرهم يبلغ الـ17 سنة.